الأحد، 23 أبريل 2023

الحسن اللحية : في علوم التربية




 

 

 

 

 

في معنى علوم التربية

إن لفظ العلم أو العلوم يظل شائعا بين الناس. فنقول علوم الإنسان وعلوم الطبيعة وعلوم اللغة وعلوم القرآن...إلخ رغم أننا في كثير من الأحيان نردد ما لا نفهمه  أو لم تتح لنا المناسبة لنتساءل السؤال التالي: ما العلم؟

الظاهر أن علوم الإنسان  موضوعها الإنسان، وعلوم الطبيعة يكون موضوعها الطبيعة مثلا[1]. فإذا كانت مثل هذه العلوم واضحة الموضوع كما يبدو من أول وهلة من خلال اسمها رغم أن الأمر يطرح مشاكل كثيرة على مستوى ابيسيمولوجي فأين نضع علوم التربية؟

نشير في البداية إلى أن علوم التربية كان يشار إليها بالمفرد في عهد دوركهايم (نهاية القرن التاسع عشر)؛ علم التربية[2]، غير أنها اليوم توصف بالجمع. فما الذي حصل؟

إن تعبير علوم التربية بالجمع حديث العهد في اللغة الفرنسية. فالموسوعة الشاملة لسنة 1968 أو معجم اللغة البيداغوجية لبول فولكيي المنشور سنة 1971 لا يتضمنان معا تعريف علوم التربية أو لنقل لا يشيران إليها بالمرة. وذلك ما يعني أن تعبير علوم التربية يجر تاريخا من التأرجح والهزات والانعطافات والصراعات...إلخ.

 

 

 

يرى كل من إريك بليزونس وجيرار فيرنو أن مفهوم علوم التربية يفقد شرعيته حينما نرده إلى المفرد فنقول علم التربية، وكما هو حال البيداغوجيا العلمية أو التجريبية[3].

تتكون  علوم التربية حسب ميالاري من مجموع التخصصات التي تدرس بمنظورات مختلفة لكنها منظورات متكاملة ومنتظمة شروط الوجود والوظائفية وتطور الوضعيات و وقائع التربية؛ فهي تدرس وضعيات التربية في جميع منظوراتها المتناسبة مع حتميتها الفلسفية (المشاكل والغايات) والسياسية والاقتصادية والديمغرافية والسوسيولوجية والتقنية والفيزيولوجية والسيكولوجية والسيكوسوسيولوجية والبيداغوجية[4].

 

تتطور سيكولوجيا التربية يوما عن يوم، لكن هناك اختلافات بين السيكولوجيين أنفسهم. يمكن أن نقول بأن سيكولوجيا التربية توجد تخصصات كثيرة مثل البيولوجيا وعلوم الدماغ والانتروبولوجيا الثقافية والسوسيولوجيا والذكاء الاصطناعي والإبيستيمولوجيا واللسانيات[5]...إلخ.

 

يتضح من خلال هذا التعريف أن لعلوم التربية معنى واسعا جدا وأنها ترتكز على ما هو أوسع مثل الوضعية التربوية والواقعة التربوية، كما أنها تمتد إلى مجالات واسعة كثيرا مثل فلسفة التربية والسيكوسوسيولوجيا و والسياسية والاقتصادية والديمغرافية والسوسيولوجية والتقنية والفيزيولوجية والسيكولوجية والبيداغوجية. فجميع هذه العلوم والمعارف تشكل علوم التربية[6]. هكذا ستكون علوم التربية تستند في وجودها إلى علوم وحقول معرفية كثيرة للغاية مثل سيكولوجيا التربية وسوسيولوجيا التربية وإثنولوجيا التربية والديداكتيك والديسومولوجيا وتاريخ التربية والتربية المقارنة والحق في التربية (التربية الحقوقية والمدنية) من وجهة نظر السياسة وفلسفة الحق ، كما تهتم باقتصاد التربية ...إلخ.

هناك من يعرف علوم التربية بأنها تتكون من مختلف الإحالات والطرق المهتمة بتوضيح ما التربية[7] أو العلاقات التربوية.

 

مجالات علوم التربية وبراغديغماتها:

 

المجالات الواسعة =

ينبهنا روني باربيي إلى الانفجار المعرفي الذي تعرفه علوم التربية اليوم مستندا في موقفه هذا إلى إيف برتراند الباحث الكندي. وقد حدد سبعة اتجاهات[8] كبرى تهتم بعلوم التربية اليوم هي:

 

أولا: النظريات الروحانية

تهم الأفراد المهتمين بالمعنى الروحي للحياة وتركز على العلاقة بين الذات والكون بمنظور ديني وميتافيزيقي.

 

ثانيا: النظريات الشخصانية

نظرية لها علاقة بالسيكولوجيا الانسانية ذات اتجاه تحريري غريزي منفتح على الذات واستقلالية الشخص.

 

ثالثا: النظريات سيكومعرفية

تهتم بسيرورة النمو المعرفي عند الطفل وبحل المشكلات والتمثلات والتصورات السايقة والصور الذهنية. ومجالاتها هي الدماغ والذكاء الاصطناعي.

 

رابعا: النظريات التكنولوجية

تهتم بتحسين الرسائل باللجوء إلى التكنولوجيات وتتمثل في الجانب التعليمي العام في الوسائل الديداكتيكية للتواصل ومعالجة المعلومة وكل ما يمكن أن يقدمه الحاسوب.

 

خامسا: النظريات السوسيومعرفية

تدمج العوامل الثقافية والاجتماعية في بناء المعارف، أي ما يطلق عليه بالبيئة والمحيط. وتضيف عنصرا آخر هو الوسيط. وغايتها هي تغيير التربية بناء على العوامل الاجتماعية والثقافية.

 

سادسا: النظريات الاجتماعية

هي نظريات ينصب اهتمامها على الأبعاد الاجتماعية والأوساط ومؤسسات التربية؛ كما انها تبحث في اللامساواة الاجتماعية والثقافية التي تنتجها المؤسسات المدرسية.

 

سابعا: النظريات الأكاديمية

تهتم بنقل المعارف بشكل عام في تعارض مع التكوين المتخصص؛ حيث جد اتجاها يدافع عن نقل المعارف دون مراعات التخصص والمهام والأحداث والبنيات الاجتماعية، واتجاه آخر يهتم بالتكوين العام المرتبط بالفكر النقدي والقدرة على التكيف[9].

 

ينطلق الباحثان فردريك ديشنو وكلود لفلام في تصورهما لتصنيف أبحاث في علوم التربية تصورا مغايرا لما سبق ذكره، وهو منطلق ينصب على البراديغمات المؤطرة لعلوم التربية وقد لاحظا أن علوم التربية مرت بالبراديغم الوضعي لتصل إلى البراديغم التأويلي.

والملاحظ أن العلوم الإنسانية والاجتماعية التي تضم علوم التربية مرت من براديغمين؛ حيث بدت علوم التربية مهتمة في مرحلة تاريخية بالأبحاث الإحصائية المتمحورة على عدد المتمدرسين و روائز الذكاء والمواقف والاتجاهات، ثم ظهور مرحلة أخرى تركز على التعلم و تدبير القسم[10].

يرى الباحثان أن الوضعية (البراديغم الوضعي) كانت أساس علوم الطبيعة وشكل قنطرة عبور بين العلوم الاجتماعية و بحثها للحصول على وضعية علم؛ وذلك بالتركيز على حذف غير المرئي وطريقة دراسة العلاقات ما بين المرئيات. لقد كانت وضعية هشة فولكلورية[11].

واما البراديغم التأويلي فينطلق من النقد الموجه للبراديغم الوضعي في العلوم الاجتماعية بشكل عام بما فيه التربية. وكان اول نقد للبراديغم الوضعي صدر عن ماكس فيبر السوسيولوجي الألماني الذي أسس لسوسيولوجيا الفهم، فهم الحدث والواقعة الاجتماعية مبتعدا قدر الإمكان عن التفسير السببي الوضعي وإن لم يلغيه كليا.

اخترقا هذان التوجهان علوم التربية؛ بحيث سنجد توجها حتمانيا للسلوك الإنساني طبع البحث في علوم التربية وخاصة السوسيولوجيا والسيكولوجيا؛ إذ لكي تكونا علميتين وجب أن تكيفا النموذج المعروف في علوم الطبيعة المنتمي للبراديغم الوضعي.

لهذا السبب نجد عدة مجهودات مبذولة في البحث تعتمد أدوات جديدة، وتقنيات جديدة لجمع المعطيات ومعايير علمية جديدة تخضع للسؤال والبحث المستمرين والدائمين.

عرف حقل علوم التربية عدة صراعات بنفس القواعد وتقييم نفس الرأسمالات الرمزية التي عرفتها باقي الحقول العلمية الأخرى، بالإضافة إلى المراقبات التي أصبحت تخضع لها الأبحاث في علوم التربية من طرف الموجهين والممولين والناشرين. إنها سلط متعددة تعيد الإنتاج وتركز المنهجية الملائمة لدكوسا الحقل[12] مع العلم أن كل حقل من الحقول تخترقه رهانات معينة وكل من دخل الحقل له رهاناته الخاصة سواء كان جديدا أم قديما. إنه صراع الرهانات.

يمكن أن تكون تعريفات مناهج البحث المستعملة في علوم التربية مادة مهمة للنقاش لأن التخصص مازال حديث العهد واعتبرت من طرف العديد حقلا لتطبيق التخصصات مثل السيكولوجيا والسوسيولوجيا والفلسفة تاريخيا. ونشير أن السيكولوجيا التجريبية والأبحاث الإحصائية السوسيولوجية صنفت دوما ضمن البراديغم الوضعاني والمناهج الكمية[13].

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مدارات التسمية:

الإسم سلطة، قوة، إرادة

ظهر تعبير علوم التربية في سنة 1812 في مؤلف لمارك أنطوان جوليان الباريسي  ( 1775-1848) عنونه بروح منهج التربية عند بستالوزي، أو لنقل أن المحاولات العلمية الأولى للتربية دشها هذا الباحث على حد تعبير مارغريت ألتي[14]  . ثم أعاد تفسيره في مجمله حول التربية المقارنة فيما بعد[15]. رام الكاتب في هذا المؤلف المقارن للتربيات بين الدول آنذاك أسلوب البحث الميداني وجمع المعلومات حول وضعية التربية والتكوين العمومي في مختلف الدول التي درسها وقارن بينها في أوربا.

هكذا يكون مؤلفنا قد اندرج في الانشغال العام لعصره، وهو الانشغال بالعلم. لا يتعلق الأمر بتصنيف البيداغوجيا ضمن مجموع المعارف الإنسانية ولكن الأمر يتعلق بتوفير مجموعة من الأحداث والملاحظات مرتبة في جداول تحليلية تسمح بالتقريب فيما بينها ومقارنتها كي تستخلص منها مبادئ يقينية وقواعد محددة والغاية هي أن تصير التربية، إلى حد ما، علما وضعيا[16] على غرار العلوم الوضعية المعروفة في زمانه. فموضوع التربية هو المعارف العقلية[17] ذات البعد الفلسفي العميق، ومنها ما يلي:

 

-                      Jean- Jacques Rousseau, Emile ou l’éducation ;

-                      Emmanuel Kant , Réflexions sur l’éducation ;

-                      Condorcet, Cinq mémoire sur l’instruction publique ;

-                      Emile Durkheim, Education et sociologie. Propos sur l’éducation. Pédagogie en fantine … ;

 

 

سيقوم علم التربية المأمول على متطلبات العقلنة الفلسفية والمطلب العلمي ومتطلبات العقلنة الممارساتية و ورؤية ساحرة[18].

كما أشار ألكسندر بان إلى مقاربات تاريخية للتربية. وكان قد نشر مؤلفه باللغة الإنجليزية سنة 1879  الذي ترجم إلى اللغة الفرنسية تحت عنوان علم التربية سنة 1879 من قبل غابرييل كومبايري.

 

 

كان مارك أنطوان جوليان الباريسي وريث الأنوار، آمن بالعلم والتقنيات اللذين يمكنهما أن يسعدا الإنسانية كلها[19]. كان الرجل يدافع دفاعا قويا عن الحرية شأنه شأن فلاسفة الأنوار. فحرية التعليم لن يضمنها لا الإكليروس ورجل السياسة نفسه. إنها الفلسفة التي يمكنها أن تعلن ذلك بتفكيرها في المبادىء العامة. يعني مارك أنطوان بالحرية الحرية المطلقة، وهو يتوجه بخطابه للفاعلين في التربية كلهم،  وغاية النداء هي أن ينتمي الطفل لذاته لا للدولة[20]. فالتربية كما يتصورها مارك أنطوان تتسم بمعادلة فلسفية عميقة مفادها أن تربية الإنسان تفتح أفق الحضارة لأن المجتمع كما يقول على غرارا آدام سميث يتكون من أفراد لا أنظمة ولا طبقات[21].

 

 

 

 

لم يكن هم هذا المؤلف هو علمية علم التربية أكثر من الاهتمام بوجهة النظر النفسية (علم النفس) على فن التدريس، وهي نفس وجهة النظر التي دافع عنها.  سيعطي علم النفس الطفل شرعية جديدة للتربية، بل سيكون هو ما سيؤسس لعلم التربية أو بتعبير أدق طالب بوجوب رابط يجعل علم النفس مبدأ والبيداغوجيا نتيجة[22].

 

 

تصورات مختلفة لعلوم التربية:

حينما ظهر مفهوم علوم التربية أو على الأصح  ظهر تخصص ما سمي علوم التربية مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين رأى فيه اللغويون الفرنسيون جانبا إبستيمولوجيا وآخر براغماتيا وظل هذا الأمر قائما إلى 1984 حيث كان الهم هو أن علما يهتم بالتربية يجب أن يركز على أولوية الواقعية التربوية كما هي، وان يستدعي العلوم الأخرى لتركيب النتائج على شكل نظرية التي تكون متطابقة بدورها مع الممارسة[23].

إن الوضع العام لعلوم التربية هو هل البحث في التربية أم حول التربية؟ إذا كان البحث في التربية والتكوين فإن ذلك يعني إيجاد علاقة واسعة مع الممارسة التربوية أو تكوين المكونين. ويركز أصحاب هذا الرأي على تخصصات مثل الفيزيولوجيا و سيكولوجيا التربية والسيكولوجيا بالحصر وعلوم التواصل وديداكتيك مختلف التخصصات وعلوم التقويم وعلوم التأمل مثل فلسفة التربية والتخطيط.

وأما البحث حول التربية فإنه يخضع لمختلف التخصصات العلمية[24]. إن تعدد المقاربات العلمية في التربية هي الموقف الطاغي اليوم في البحث ظنا من أصحاب هذا الموقف أن علوم التربية تتشكل من مجموع التخصصات التي تدرس شروط الوجود والوظائفية ونمو الوضعيات والوقائع. ولا يخشى الاتجاه إضافة تخصصات مثل سوسيولوجيا التربية والديموغرافيا المدرسية والاقتصاد التربوي والتربية المقارنة[25]...إلخ.

 

البحث في التربية هل هو بحث في علم أوعلوم التربية؟:

شكل وضع وشرعية مقاربة علمية للتربية موضوع نقاشات للتربية، بالإضافة إلى الأصوات التي كانت راديكالية تنادي بحذفها من التعليم الجامعي لعلوم التربية في سنة 1980 بفرنسا. وكان المبرر هو تشتت مؤسسات التربية والتكوين مما يجعل الغاية والبحث في التربية ومردودية البحث غير واضحة، غير أن الحوار والنقاش العميق ارتبط بعلمية التربية من عدمها. هل موضوع التربية يكفي وحده ليشكل علما خاصا أم أن مختلف التخصصات العلمية ستشكل الأعمدة الأساسية التي تسمح بتحليل ذي مستوى للوقائع التربوية[26]؟

إن علمية التربية أو بالتحديد التصور العلموي للبيداغوجيا أي ما سمي فيما بعد بالسيكوبيداغوجيا والبيداغوجيا التجريبية سيكون مدار بحوث كثيرة وقضايا لا نهائية خلال القرن التاسع عشر و وبدايات القرنالعشرين. سيتضح هذا الأمر بتعريفنا التالي للمفكرين والمفكرات الذين طبعوا تاريخ الفكر التربوي في هذه الفترة التي نتحدث عنها.



[1] - Jean François Minko M’Obame, sciences de l’éducation et philosophie de l’éducation, in, www.enset.ga/.../Sciences_de_l_education_et_philosophie_de_l_education

[2] - Jean François Minko M’Obame, sciences de l’éducation et philosophie de l’éducation, ibid

[3] - Les sciences de l’éducation , série repère. La Découverte. Deuxième édition, Paris, 1999, p5

[4] - G.Mialaret, Sciences de l’éducation, PUF, 2005

[5] - sciences de l’éducation , série repère. La Découverte. Deuxième édition, Paris, 1999, p58-59

[6] - Jean François Minko M’Obame, sciences de l’éducation et philosophie de l’éducation, ibid

[7] - Jean François Minko M’Obame, sciences de l’éducation et philosophie de l’éducation, ibid

[8] - René Barbier, Sens de l’éducation,2001-2002, www.barbier-rd.nom.fr

[9] -René Barbier, Ibid

[10] - Frédéric Descheaux, Claude Laflamme, Analyse du champ de la recherche en sciences de l’éducation au regard des méthodes employées : la bataille est-elle vraiment gagnée pour le qualitatif ? , in Recherches Qualitatives, Vol, 27, 2007, P5-27

[11] - Frédéric Descheaux, Claude Laflamme, Analyse du champ de la recherche en sciences de l’éducation au regard des méthodes employées : la bataille est-elle vraiment gagnée pour le qualitatif ? ibid

[12] - Frédéric Descheaux, Claude Laflamme, Analyse du champ de la recherche en sciences de l’éducation au regard des méthodes employées : la bataille est-elle vraiment gagnée pour le qualitatif ?

[13] - Frédéric Descheaux, Claude Laflamme, Analyse du champ de la recherche en sciences de l’éducation au regard des méthodes employées : la bataille est-elle vraiment gagnée pour le qualitatif ? ibid

[14] - Marguerite Altet, De la psychopédagogie à l’analyse plurielle des pratiques, 40 ans des sciences de l’éducation, Caen, 2009, p 31-48

[15] - Les sciences de l’éducation , série repère. La Découverte. Deuxième édition, Paris, 1999, p5

 

[16] - Les sciences de l’éducation , série repère. La Découverte. Deuxième édition, Paris, 1999, p5

 

[17] -Jacqueline Gautherin, Marc-Antoine Julien, Revue Perspectives, Vol, XXIII, n 3-4, 1993

[18] - Jacqueline Gautherin, Marc-Antoine Julien, Revue Perspectives, Vol, XXIII, n 3-4, 1993

[19] - Marie-Claude Delieuvin, Marc-Antoine Jullien de Paris , L’école du Peuple, Philosophie de l’éducation et Histoire des idées pédagogiques, N8, Decembre 2000

[20] -  Marie-Claude Delieuvin, Marc-Antoine Jullien de Paris , L’école du Peuple, Philosophie de l’éducation et Histoire des idées pédagogiques, N8, Decembre 2000

 

[21] - Marie-Claude Delieuvin, Marc-Antoine Jullien de Paris , L’école du Peuple, ibid

 

[22] - sciences de l’éducation , série repère. La Découverte. Deuxième édition, Paris, 1999, p6

[23] - sciences de l’éducation , série repère. La Découverte. Deuxième édition, Paris, 1999, p20

[24] - sciences de l’éducation , série repère. La Découverte. Deuxième édition, Paris, 1999, p20

[25] - sciences de l’éducation , série repère. La Découverte. Deuxième édition, Paris, 1999, p22

[26] - sciences de l’éducation , série repère. La Découverte. Deuxième édition, Paris, 1999, p19